بسم الله الرحمن الرحيم
فتاة فلسطين تشكو فهل من مجيب
نيران تهب
براكين تثور
زلازل تنفجر
بلاد تسقط
وقلبي مازال يحيى بأمل الحياة الدافئة المستقرة والجو النقي الخالي من الغبار
والصوت الهادي البعيد من أصوات الدبابات المزعجة والطائرات المنسفه,
دمروا العالم قتلوا الأبرياء وأشعلوا النيران في كل مكان ووضعوا اللون الأسود في منازلنا ومازالت قلوبهم تكبر كل يوم بالانتقام بالدمار,وفي يوم من الأيام استيقظت ورأيت الدم من حولي رأيت رأس أمي بجانبي وأبي غارق في بحر دمه يقول لي
يبنتي أصبري وحافظي على أخاك ورفع أصبعه ثم استشهد
آه
ويحك أيها القلب يا الله مالك الأكوان أنت ألهمني الصبر ماذا أفعل ذهبت مسرعه وأخذت أخي الصغير الذي لم يتجاوز العامين من العمر, خرجت وعيني تذرف ودمي ينزف قهرا وروحي تصرخ وأنا أنظر إلى أخي وأقول في داخلي لماذا حكم القدر علينا بكل هذه القسوة أنت عامين وأنا خامس عشر ولا ندري ماذا ينتظرنا ثم
نظرت من حولي لم أرى في هذه ألحظه سوى سيارات الإسعاف من حول منزلنا الذي أصبح حطاما وجثت أبي وأمي الأعزاء
مشيت في الشوارع وناظرت الناس وفي كل قلب أم هم وفي عيون الأطفال حزن و كل فتاه لها جرح ولكن كنت أرى نفسي دائما بأني في المقدمة
وعندها ذهبنا إلى مخيم في جنين يوجد كثير من النساء والأطفال والمسنين وكل واحد منهم له قصه مروعه , وفي لليل لايوجد فيه ضوء قمر هب هجوم على المخيم قنابل من كل الاتجاهات أسلحه وعندها دخلوا إلى المخيم قتلوا ودمروا وضربوا في وقتها كان في قلبي مليء من الحقد والكراهية لهم بما فعلوا بوالدي ,مسكت بالحجر وأصبحت أقذف وأتخيل الحصى صواريخ من كرهي لهم وعذابي وعندها قتلوا أخي أمامي آه
ياالله ليتني لم أبصر كي أرى هذا المنظر وللمرة الثانية لماذا العذاب يطاردني لماذا لم أنعم بلحظه هدوء وسكينه أحسست كأني خلقت لأتعذب لماذا لم أمت لماذا هم, وفي هذه ألحظه تذكرت كلام والدي الذي لم أحافظ عليه ولم أسمع به تذكرت الصبر وهذا
سأحافظ عليه وعندها أتا إلي يهودي مسكني من شعري وأخذ بي إلى
مكان لا يمكن وصفه إلى مكان أشبه بخيالي الورود في كل الاتجاهات والجو الهادئ المستقر الذي لطالما حلمت به وعندها أوقف الشاحنة وأخرجني والقيود في يدي والسلاسل المعلقة في أرجلي وأدخلني بيته وقال لي أتعرفين ماهذا المكان
أجبته والخوف بأعيني لا أعرف قال إنها منطقتنا اليهود وهذا بيتي وأنتي لي
ثم اقترب مني صرخ ولكن ما من مجيب حاولت أن أدافع عن نفسي ولكن بلا جدوى وللأسف أخذ مني أنوثتي أخذ مني مستقبلي (اغتصبني) وبكل وحشيه
بدون رأفة ولا ضمير
آآه
يا الله حلمي الجميل مستقبلي فرحه عمري ضاعت على يد يهودي , لماذا يا الله كل الأشياء الجميلة تذهب لماذا مكتوب علي أن أكون حزينة بقيه عمري إنحرمت من أشياء جميله من أمي الحنونة الطيبة وأبي القلب الكبير وأخي الذي لاذنب له ومستقبلي وأنا المجني عليه, ولكن الله يرى الظالم من المظلوم وما علي قوله سوى حسبي الله ونعم الوكيل , وعندها أخذني اليهودي إلى نفس المخيم ولكن عندما رأيته لم أجده مثلما كان رأيته مقلوب رأس على عقل لم أجد مكان لأبات فيه فنمت في الشارع كان الشارع مظلم والجو بارد جدا كنت سأتجمد برد , ثم رآني رجل مسن وأخذ بيدي وقال لي لا تخافي يبنتي أدخلني إلى خيمة صغيره خفت في البداية ولكن عندما رأيت نساء كثيرين ارتحت وأحسست بالأمان معهم كنا عشر نساء وثلاثة أطفال وعندها أتت إلي أم وضمتني أحسست بحضن أمي آه يا أمي كم افتقدك,
كنت أنا الصغيرة بينهم وعندما طلع الفجر استيقظت وواصلت مسيرتي خرجت من منزل الرجل تجولت في المدينة التي أصبحت حطام التي أصبحت شبه معدومة أنا ظر وأرى الجثث من حولي سيارات الإسعاف التي لم توقف وأصوات النساء التي لم تتعب وأنا في حوار مع نفسي أرضنا التي كانت أجمل وأطهر أرض في العالم أصبحت أرض خاليه لايوجد فيها سوى الدم سوى القتلى والجرحى سوى صوت الدبابات المزعجة والهليكوبتر المخيف والذباب العفن فوق الجثث والبقع السوداء في قلوب الأمهات , ولكن رغم كل هذه المأساة كان يوجد أمل بأعين الشبان هو التحرر كان كل شاب كبير منهم وصغير يحمل حجارة ويضرب بها وعندما كنت أناظر رأيت شاب كان يضع قناع أسود على رأسه وشريط على جبهته مكتوب الله أكبر
كان يضرب الحجر وبكل قوته ,أعجبني قوته ومواجهته للدبابة بالحجارة كان شاب شجاع لايخاف لايضعف الأمل مرسوم بأعينه القوه تجري بدمه ,وفجأه نظر إلي نظره وقال لي تعالي
نظرت خلفي وبجانبي وعندها أيقنت أنه يناديني جئت إليه مسرعه وسألته أتريد شيء مني قال نعم لما ذا تنظرين هيا دافعي عن أرضك وبعدها أصبحت
أقذف بالحجارة تقريبا أكثر من ساعتين وعندها تعبت وتراجعت إلى الخلف وأنا أشعر بخطوات ورائي نظرت خلفي ورأيته نعم الشاب نفسه أقترب مني ونظر إلي
وسألني ماذا أصابك ماذا حل بك أبهذه ألسهوله تعبتي لماذا ,وعندها بدأت دموع عيني تنزف وجرحي لازال يتفتح أصابني الارتباك وبحت له بكل ما أصابني
بكل ما حصل معي وقال لي تعالي لمقرنا اليوم الساعة التاسعة ليلا استغربت
وقلت أنت فدائي قال نعم , فرحت كثيرا وقلت في نفسي أخيرا سأرتاح من الدنيا الرديئة سأرحل سأرى أبي وأمي وأخي سآخذ من ثأري سأقتلهم مثلما قتلوا أهلي سأقتله مثلنا حرمني من كل شيء جميل , ذهبت وسلمت على الأمهات وقلت لهم إني ذاهبة من هذه البلد وعندما أصبحت الساعة التاسعة خرجت مسرعه وكأن لي جناحان وكأني أطير وقفت على الشارع أنظر ولكن لم أرى أحد وبعد انتظاري ساعات أتى إلي وأخذني من يدي وقال أسرعي ذهبت معه إلى مقره رأيت الكثير من الناس ولكن لم أرى نساء ولا فتيات كنت أنا الوحيدة بينهم , وعندها بقي أسبوع وأرحل عن هذه الأرض التي أصبحت رمادا وعندما جاء اليوم الذي سأكون فيه كنت أعد الساعات , وعندها لبست لباسهم ووضعت كل شيء يتفجر وعندها بدأت أخطي خطواتي الأخيرة وأرى أبي وأمي في السماء يتبسمون وعندها بقي عشر ثواني خمس ثواني أربعه ثواني ثلاث ثواني ثانيتين والسماء تفتح أبوابها لتستقبلني ثانيه .
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)