الله تاريخ الإضافة:30-4-2009
أعلن مساء أمس الأربعاء في موريتانيا عن وفاة العالم الموريتاني البارز الشيخ محمد سالم ولد عدود - أحد أبرز علماء موريتانيا، في مجالات العلوم الشرعية واللغوية - عن عمر قارب الثمانين عاما، بعد معاناة مع المرض استمرت نحو عام، واضطرته للسفر خارج البلاد عدة مرات طلبا للعلاج.
وفور الإعلان عن وفاته, تقاطر الآلاف من سكان العاصمة والقرى المجاورة إلى أم القرى حيث أقيمت عليه صلاة الجنازة وسط حضور كثيف. وينحدر الشيخ عدود من أسرة علمية مشهورة بموريتانيا، وقد تلقي أغلب معارفه على يد والده محمد عالي ولد عدود الذي أسس منذ نحو قرن من الزمن مدرسة آل عدود التي تعتبر أبرز وأهم المدارس الموريتانية في الجمع بين تدريس العلوم الشرعية واللغوية على حد سواء.
بدأ ولد عدود مساره العلمي خارج مدرسة والده بالعضوية في هيئة تدريس في معهد بوتلميت (150 كلم شرقي نواكشوط) وهو أول مؤسسة تعليمة تدرس المناهج العلمية في موريتانيا بطريقة عصرية، وكان ذلك في أواسط خمسينيات القرن الماضي، لكن سرعان ما اختير من بين مجموعة قليلة من القضاة الشرعيين تلقت تدريبا في تونس منتصف الستينيات وشكلت أول نواة للقضاء في دولة موريتانيا التي استقلت لتوها عن المستعمر الفرنسي.
وبعد عودته من التدريب في تونس (1965) دخل سلك القضاء وتدرج في مواقعه المختلفة حتى تعيينه عام 1982 رئيسا للمحكمة العليا التي تعتبر الجهاز القضائي الأعلى بالدولة، لكن الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطايع اختار بعد ذلك الشيخ عدود وزيرا للثقافة والتوجيه الإسلامي وهو المنصب الذي شغله في الفترة ما بين 1988 إلى 1991.
وبعد مغادرته للكرسي الوزاري عين رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى وهو إحدى الهيئات الدستورية المكرسة في الدستور الموريتاني لكن دورها استشاري فقط، وتتبع لرئاسة الجمهورية.
وللشيخ عدود عشرات المؤلفات العلمية في اللغة والفقه، من أهمها نظم لمختصر خليل في الفقه المالكي يربو على 14 ألف بيت، عرض فيها لأكثر من مائة ألف مسألة فقهية، ونظم العمدة لابن قدامة الحنبلي، ونظم في العقيدة الإسلامية على طريقة السلف.
والشيخ عدود عضو مؤسس في أغلب المجمعات العلمية واللغوية بالعالم العربي والإسلامي، وعضو في عدد من مجالس أمناء الجامعات الإسلامية، وشارك في الكثير من المؤتمرات العلمية ممثلا لموريتانيا. وقد تفرغ في العقدين الأخيرين للإشراف على مدرسته التي تقع بقريته الريفية أم القرى.