بسبب الموقف من المقاومة.. إخوان سوريا ينسحبون من جبهة الخلاص تاريخ الإضافة:5-4-2009
علنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا انسحابها من جبهة الخلاص الوطني المعارضة بسبب ما وصفته بانفراط عقد الجبهة عمليًّا وعجزها عن النهوض بمتطلبات المشروع الوطني والوفاء بمستلزماته. جاء ذلك في بيان رسمي نشرته الجماعة المحظورة في سوريا من مقرها بالعاصمة البريطانية يوم السبت أكدت فيه أن مشاركتها في تأسيس جبهة الخاص الوطني في مارس/آذار 2006 إنما جاء استنادا إلى اقتناعها بأن التحالفات المعقودة مع قوى المعارضة الأخرى في سوريا لا يلغي استقلالية وخصوصية كل طرف بمعزل عن الآخر.
وأضاف البيان أن الجماعة حاولت التعاون مع أطرف الجبهة التي تضم أحزابا علمانية وقومية من أجل القيام بمستلزمات "المشروع الوطني" متجاوزة من أجل ذلك "كل الصعوبات والعقبات والانتقادات".
وأرجع صدر الدين البيانوني، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، انسحاب الجماعة رسميا من جبهة الخلاص الوطني المعارضة إلى الاختلاف الكبير بين الجماعة وبقية مكونات الجبهة في الموقف من القضية الفلسطينية والمقاومة، نافيا في الوقت نفسه أن يكون وراء الانسحاب "صفقة مع النظام السوري".
و قال البيانوني: إن "الخلافات بين الجماعة وبعض مكونات الجبهة، والتي ظهرت على السطح بعد أن علقنا مشاركتنا في الجبهة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة (ما بين يومي 27 ديسمبر و18 يناير الماضيين) كانت السبب الرئيسي وراء قرار انسحابنا". وأوضح أن "هذا التعليق كشف اختلافا كبيرا في المواقف بالنسبة للقضية الفلسطينية والمقاومة، لاسيما والبعض في الجبهة يعتبر حركة (المقاومة الإسلامية) حماس إرهابية".
ومضى البيانوني، أحد مؤسسي الجبهة، موضحا أنه "بعد تعليق مشاركتنا شنت بعض مكونات الجبهة حملة إعلامية ضدنا، وصدرت بيانات لا ترضينا ولا نوافق عليها، ففضلنا الانسحاب نهائيا حتى لا ندخل في مهاترات نحن في غنى عنها". وكانت الجماعة قد أعلنت يوم 7-1-2009 تعليق أنشطتها داخل الجبهة المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ "لتوفير كل الجهود للمعركة الأساسية في غزة"، بحسب الجبهة آنذاك. ونفى المراقب العام لجماعة الإخوان في سوريا ما يتردد عن أن قرار الانسحاب وراءه "صفقة مع النظام السوري".
يشار إلى أن جبهة الخلاص الوطني في سوريا تضم في صفوفها عددا من المعارضين للنظام السوري ومنهم نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام الذي شارك مع المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا على صدر الدين البيانوني في تأسيس الجبهة. واستبعد خدام في تصريحات صحفية الشهر الماضي أن تكون هناك صفقة وراء الجماعة لإنهاء مشاركتها في الجبهة، قائلا: إن "النظام السوري لن يقبل بحل يجيز للإخوان ممارسة العمل السياسي". وذكرت الجماعة في بيان اليوم أن مشاركتها في تأسيس الجبهة "إنما جاء استنادا إلى اقتناعها بأن التحالفات المعقودة مع قوى المعارضة الأخرى في سوريا لا يلغي استقلالية وخصوصية كل طرف بمعزل عن الآخر.
وتابعت بأن قرارها المعلن في بداية العام بـ"تعليق أنشطتها المعارضة للنظام السوري خلال الهجوم الذي شنته إسرائيل على غزة، أدى إلى تباين في وجهات النظر داخل جبهة الخلاص، واتهام بعض مكوناتها للجماعة بتعارض موقفهم مع ميثاق جبهة الخلاص". وأضافت أنها تقدمت إلى اجتماع الأمانة العامة للجبهة في 6-2-2009 بمذكرة توضيحية تشرح موقفها، لكن الاجتماع "كشف عن تباينات في وجهات النظر حول القضية الفلسطينية والموقف من المقاومة ومن العدوان الصهيوني الأخير على غزة وحول موقفنا بتعليق الأنشطة المعارضة".