القرضاوي .. وساطة بين الحكومة الصومالية والمعارضة

القرضاوي .. وساطة بين الحكومة الصومالية والمعارضة تاريخ الإضافة:16-5-2009
دعا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المعارضة الصومالية إلى إنهاء سفك دمائهم قائلا: "حرام عليكم أن تقاتلوا إخوانكم المستعدين للحوار"، وجدد استعداده للتوسط بين الحكومة الصومالية والمعارضة.

وقال الدكتور القرضاوي حول القتال الدائر في الصومال بين الحكومة وفصائل منشقة عليها: إن "المحن والحروب الأهلية التي مر بها الصومال جعلته متخلفا في العالم الرابع بدلا من العالم الثالث".

وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة: إن "الصومال كان أسيرا لحكام مستبدين ذهبوا وخلفهم تجار الحرب، وانتهى تجار الحرب فأصبحت الحرب عجلة تحركها إثيوبيا ومن يسايرها"، مبديا حزنه لإصرار عدد من الصوماليين على أن يقاتلوا ويظلوا حاملين للسلاح، وأن يظل بلدهم تستنزف دماؤه وأمواله وأرواحه وممتلكاته".

وخاطب الدكتور القرضاوي الصوماليين قائلا: "حرام عليكم أن تقاتلوا إخوانكم وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويعلنون أنهم مستعدون للحوار"، وقال القرضاوي إنه "نقل عن الرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف شيخ أحمد، الذي وصفه بالرجل الفاضل الطيب، موافقته على تطبيق الشريعة، والحوار مع الفصائل الصومالية المعارضة".

ووجه نداء خاصا عبر منبر الجمعة لأتباع الحزب الإسلامي الصومالي وشباب المجاهدين دعاهم فيه للاستجابة لرغبة الحكومة في الحوار معهم، محذرا من عاقبة قتل المسلم لأخيه المسلم، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"، وقوله: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".

وطالب علماء الصومال الذين زاروه في الدوحة طالبين النصح والمشورة أن يقوموا بدورهم في الإصلاح بين المتحاربين، وأعلن الدكتور القرضاوي أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مستعد للوساطة والتحكيم بين الحكومة الصومالية والفصائل المعارضة، داعيا الطرفين للجلوس على طاولة الحوار، وأن يتفاوضوا في مستقبل بلدهم".

وتساءل الدكتور القرضاوي في ختام الخطبة إلى متى يظل المسلمون يضربون رقاب بعض، وقرآنهم ونبيهم يحذرهم من الفرقة والاقتتال، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار"، وقول الله عز وجل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}، وقوله سبحانه: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}.

ويشهد الصومال حربا طاحنة أودت بحياة عشرات الآلاف منذ الإطاحة بحكومة الرئيس سياد بري عام 1991، وخفت حدة هذه الحرب بعض الوقت بعد وصول الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد لسدة الحكم في يناير الماضي، إلا أنها اشتعلت بشدة منذ أكثر من أسبوع بعد تصعيد المعارضة التي يقودها إسلاميون يعارضون حكم رفيق الأمس الشيخ شريف بدعوى أن حكمه غير شرعي؛ لأنه يقبل بوجود قوات الاتحاد الإفريقي التي يعتبرونها قوات احتلال.